التاريخ : 2017-11-29
مسابقات أردنية مسلوقة بطريقة غير مسبوقة!
"حلوة" تلك المنافسة التي تشهدها بطولة دوري المحترفين الأردني لكرة القدم، في ظل محدودية الفوارق الفنية والنقطية بين المتنافسين، والنتائج التي لا يمكن لأحد أن يتوقعها ، فمعرفتها أصبح
مرتبطاً بصافرة نهاية كل لقاء.
و"حلاوة" النتائج وما تفيض به من إثارة، غطّى بعض الشيء على الأداء وما يفرزه من مرارة، فغالبية الفرق .. مرة تُمتع، ومرات لا تُقنع.
والتذبذب في أداء الفرق وعدم ثباتها على مستوى، له عوامله ومسبباته، فتوقف البطولة بين الفنية والأخرى "كرمال" المنتخبات الوطنية، يؤدي إلى فتور الأداء وملل اللاعبين وإرباك المدربين وتذمر الجماهير.
كما أن ضغط المباريات وتداخل المسابقات ، يصيب اللاعبين بالإرهاق بدنياً ونفسياً، ويُجهد المدربين فكرياً.القائمون على اللعبة، ما يزالوا يصرون على وضع العربة أمام الحصان، وهم بذلك يصرّون على أن تبقى الكرة الأردنية تراوح مكانها، وبحيث تزدادُ تراجعاً .. ووجعاً.والقائمون على اللعبة، يساورهم الإعتقاد بأن المنتخبات الوطنية هي الأهم ، بل هي بنظرهم كل كرة القدم ، ويرون باستضافة البطولات على حساب المسابقات المحلية وضغطها، نهجاً للتطوير والإرتقاء.والقائمون على اللعبة، يعرفون في قرارة أنفسهم بأن الدوري القوي ينتجُ منتخباً قوياً، وهي قاعدة كروية يعرفها الإنسان في العصر الحجري، هم يعرفون ذلك جيداً لكنهم يفعلون عكس ذلك بإصرار غريب، فآخر همهم المسابقات المحلية، بدليل أنهم يسلقونها سلقاً، فهي مسلوقة بطريقة غير مسبوقة.من (يسلق) مسابقاته على طريقة وجبة (الآندومي)، ومن ينظم بطولاته من باب رفع العتب وعلى نظام دوري المدارس، ومن يفتقد للفكر العلمي والرؤية المتعمقة لتطوير المسابقات المحلية بعصر ندّعي بأنه عصر الإحتراف، فإن (طبخته) لإحداث التطوير، لن تنضج وقد تلتصق بقاع الفشل، فتطوير كرة القدم يجب أن يطبخ على نار (هادئة).نسألكم بالله، كيف للاعب المنتخب الوطني أن يقدم الأداء الرائع، وهو مرهق.. منهك من ضغط المباريات المحلية التي يخوضها مع فريقه؟.ونسألكم بالله، كيف لمسابقات محلية هابطة المستوى، مفرغة المحتوى، أن تعدّ لنا لاعباً قادراً على تمثيل المنتخبات الوطنية ليقارع لاعبي المنتخبات المتقدمة على صعيد القارة الصفراء، كيف؟.في خضم المعطيات السابقة، دعونا نتوصل إلى قناعة تامة، بأن إحداث التطوير الكروي وبالإطلاع على تجارب الذين يسبقوننا في هذا المجال لم يبدأ يوماً بالمنتخبات الوطنية ومشاركاته الخارجية، وإنما يبدأ بالفرق والمسابقات المحلية وإيلائها الإهتمام المثالي والمستحق، فهي الجوهر وأساس البناء، والأكثر ضمانة لديمومة التطوروالعطاء.بقي القول، إذا أردنا أن ننجح فعلاً بملامسة التطور المنشود، علينا العمل على توفير المقومات كافة لصناعة كرة قدم محلية ممتعة ومقنعة، فإن نجحنا، نجحوا نشامى المنتخبات الوطنية، وإن أخفقنا، أخفقوا، والعكس ليس صحيحاً.!. عدد المشاهدات : [ 12311 ]